عاد من كان لبرهة فى غياب
وبكامل حُلتى ها أنا بالباب
ارتميت بأحضانك لأتناسى العذاب
فاستوحشت نفسى لقائنا أغراب
وتوارت همسات قلبى فى التراب
فلم أعهد جليدا مثل هذا لا يذاب
كيف بات وصلى منك فى اغتراب؟
أظنه الفراق وناقوسه أعلن اقتراب
اليوم ترحل والدموع بلا حساب
أنى لها اغرقتنى فى بحور من سراب؟
هل ستمضى وتدعنى وحيدا فى الشعاب؟
ألا تخشى على وليد من غدر الذئاب؟
أم تناسيت عهدا نبقى سويا فى الرحاب؟
لا أستجديك عطفا أو أرغب فى عتاب
إنما يشدو الطير الجريح من العذاب
وكم أخشى أن يمسى الأمل فى عيونى سراب
وتمر أحلامى أمامى كطيف من سحاب
كفانى ألما ووهما وكفانى ارتياب
أرانى أسطر بيدى نهاية الكتاب
وذا قلبى مقدر له دوما خراب
أنا من يسألك الرحيل فلم نعد بعد أحباب